في إطار التحول إلى "الجمهورية الجديدة" التي تعتمد على بناء الإنسان المصري الذي يُعد الركيزة الأساسية لتطوير وتنمية المجتمع، وتحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي؛ للانطلاق إلى مستقبل مشرق يعتمد على إيمان ورؤية لاستثمار قدرات الأجيال الصاعدة من الشباب المصري، طلاب اليوم، ومستقبل مصر، وفي ظل التغيرات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العصر الحالي وانعكاسها على شتى ميادين العلم والمعرفة، فقد تطلب ذلك ضرورة حدوث تغيّر موازٍ بنفس الدرجة في مستويات الكفاية والمهارة والخبرة اللازمة لقيام المعلمين بمسؤولياتهم وأدوارهم داخل المدارس؛ لذا اهتمت القيادة السياسية للدولة بتطوير وإصلاح نظم التعليم بما يتماشي مع الانفجار المعرفي والتحول الرقمي والثورات الصناعية وتحديات الذكاء الاصطناعي.

وانعكست مظاهر هذه التغيرات على العملية التعليمية بصفة عامة، وعلى المعلم بصفة خاصة باعتباره الركيزة الأساسية لنجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها، ومن أجل هذا تؤمن وزارة التربية والتعليم بالدور القيادي للمعلم، وأن يُعاد النظر في عملية إعداده وتنميته مهنياً أثتاء الخدمة؛ حتى يتمكن من مواجهة تحديات العصر ويقوم بالمهام الملقاة على عاتقه تجاه مصرنا الغالية. وفي ضوء مهام المعلم ومسؤولياته فقد اختلف دوره من نقل وتوصيل المعرفة إلي تنمية المهارات الأساسية للمتعلم، وإكسابه القدرة على التعلم الذاتي، فلم يعد المعلم هو الناقل للمعرفة، والمصدر الوحيد لها، بل أصبح الموجه والمشارك لطلابه في رحلة تعليمهم وتعلمهم المستمر، ومن ثَمّ فقد أصبحت مهنة التدريس للمعلم مزيجًا من مهام القائد، ومدير المشروع البحثي القادر على إنتاج المعرفة ونشرها وتطبيقها، وامتلاك مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، والتعلم بالاكتشاف، والتعلم من خلال التجربة والخطأ والقدرة على حل المشكلات، وإدارة المشاريع البحثية.

ويأتي إطلاق مسابقة (معلم مبتكر من أجل الغد) - لاختيار أفضل الموارد الرقمية المقدمة من أعضاء هيئة التعليم بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والأزهر الشريف – تأكيدا على أهمية استخدام المستحدثات التكنولوجية بصفة عامة، والنظم الرقمية بصفة خاصة وتعديل الاتجاهات نحوها من خلال نشر الوعي بأهمية هذه المستحدثات، وضرورتها وسبل الاستفادة منها في تدعيم البيئة التعليمية وتطوير المهارات الرقمية للمعلم لاستخدام الأجهزة والتطبيقات التكنولوجية في عمليتي التعليم والتعلم والوصول إلى المعلومات وإدارتها بشكل مثالي، وإنشاء محتوى رقمي ومشاركته بشكل فعال، والتواصل والتعاون مع الآخرين لحل المشكلات المختلفة وذلك في إطار من الشراكة الفاعلة مع العديد من المؤسسات والجهات الراعية للمسابقة.

أ.د/ رضا حجازي